Planet

إشعار أسود من الإنتربول في دبي

دبي — هي مدينة عالمية، تقاطع حضاري يعيش فيها ويزورها ممثلون لأكثر من 200 جنسية. السياحة الواسعة، والهجرة، ووضعها كواحدة من أكثر مراكز العبور ازدحامًا في العالم تخلق بيئة ديموغرافية فريدة. في هذا النظام البيئي الديناميكي، للأسف، تحدث مآسي لا مفر منها. عندما يموت شخص بعيدًا عن وطنه، خاصةً دون وثائق تثبت هويته، تواجه شرطة دبي مهمة معقدة: تحديد هوية هذا الشخص.
قواعد البيانات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحتوي على البيانات البيومترية للمقيمين (Emirates ID)، قد لا تعطي نتيجة. يحدث ذلك إذا كان المتوفى سائحًا، مهاجرًا غير شرعي، أو ببساطة لم يكن يحمل وثائق. في مثل هذه الحالات، تقوم شرطة دبي بتفعيل أداة التعاون الدولي – الإشعار الأسود للإنتربول.
هذا ليس إجراءً عقابياً. هذا ليس أمر اعتقال. إنه طلب إنساني بحت، يهدف إلى إعادة اسم المتوفى وإتاحة الفرصة لأقاربه لمعرفة مصيره.

تواصل مع محامي الإنتربول!
interpol background

ما هو الإشعار الأسود للإنتربول؟

الإشعار الأسود هو طلب دولي يتم توزيعه من قبل الأمانة العامة للإنتربول (التي تتخذ من ليون، فرنسا، مقراً لها) بناءً على طلب المكتب المركزي الوطني (NCB) لدولة عضو، مثل الإمارات العربية المتحدة. والغرض الوحيد منه هو الحصول على معلومات حول الجثث غير المعروفة.

عندما تكتشف السلطات الأمنية، مثل شرطة دبي، بقايا لا يمكن التعرف عليها باستخدام الإجراءات الوطنية القياسية، فإنها تلجأ إلى المجتمع الدولي. هذا الإجراء يستند إلى الفهم بأن الشخص على الأرجح مواطن لدولة أخرى.

العملية والمحتوى

عملية بدء الإخطار منظمة بشكل صارم. تقوم شرطة دبي وخبراؤها في الطب الشرعي أولاً بإجراء عمل شامل لجمع البيانات. إذا لم يتم التحقق من الهوية، يقوم المكتب المركزي الوطني في أبوظبي بإرسال طلب إلى الإنتربول، مرفقًا بجميع المعلومات المتاحة. يتم إرسال الإخطار إلى جميع الدول الأعضاء الـ 196.

هذه المعلومات ذات أهمية حاسمة للخبرة الطبية الشرعية وتشمل:

  • البيانات البصمية (بصمات الأصابع): إذا كان من الممكن أخذها، يتم مقارنتها مع قواعد البيانات الدولية.
  • بطاقات طب الأسنان (طب الأسنان الشرعي): صيغة الأسنان، معلومات عن الحشوات، الزرعات أو التدخلات السنية الأخرى. هذا أحد أكثر الطرق موثوقية للمقارنة إذا كانت العائلة المفترضة للمتوفى تمتلك صوراً سنية له في حياته
  • ملف تعريف الحمض النووي: علامة جينية مستخرجة من البقايا، يمكن مقارنتها بالملفات الموجودة في قواعد بيانات المفقودين (إذا كان أقارب المفقود قد قدموا عينات سابقًا
  • علامات مميزة: وصف الوشوم، الندوب، الغرسات الجراحية (مثل الأرقام التسلسلية لأجهزة تنظيم ضربات القلب أو الأطراف الاصطناعية)، الشامات
  • الوصف الجسدي: البيانات الأنثروبولوجية، مثل العمر المتوقع، الجنس، الطول، لون الشعر (إذا كان محفوظًا).
  • الأغراض المصاحبة: صور الملابس، المجوهرات أو الأشياء الشخصية التي وُجدت مع الجثة.

الوصول إلى الإشعارات

على عكس الإشعارات الحمراء أو الصفراء، فإن الإشعارات السوداء ليست علنية. لن تجدها متاحة للجميع على موقع الإنتربول. يتم توزيعها حصريًا عبر قنوات الشرطة المحمية (نظام I-24/7) وهي موجهة فقط للمتخصصين المحددين: خبراء الطب الشرعي، أطباء التشريح، المحققين الشرعيين وأقسام البحث عن المفقودين في الدول الأخرى.

هذه السرية ضرورية للحفاظ على كرامة المتوفى وحماية بيانات التحقيق إذا كانت الوفاة ذات طابع جنائي.

التعرف في ظروف المجهولية

في دبي، يرتبط استخدام «الإشعارات السوداء» بعوامل ديموغرافية فريدة. عندما يتوفى مواطن من الإمارات أو مقيم يحمل Emirates ID، يتم التعرف عليه عادة بسرعة. تظهر المشاكل عندما لا يكون للمتوفى أي صلة بقاعدة البيانات المحلية.

متى يتطلب الإخطار الأسود في الإمارات العربية المتحدة:

الكوارث الكبرى أو الكوارث الطبيعية: على الرغم من أن الكوارث الطبيعية واسعة النطاق ليست نموذجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أن الحوادث التكنولوجية الكبرى (على سبيل المثال، حريق في مبنى شاهق، حادث مروري كبير يشمل حافلة سياحية، حادث بحري) قد تؤدي إلى العثور على جثث يصعب التعرف عليها فوراً.

اكتشاف جثث بدون وثائق: قد يكون الشخص قد توفي لأسباب طبيعية (على سبيل المثال، نوبة قلبية أثناء التنزه في الصحراء) أو نتيجة حادثة، دون أن يكون بحوزته جواز سفر أو هاتف.

ضحايا الجرائم: في الحالات التي يتعمد فيها المجرم التخلص من وثائق الضحية لتصعيب التحقيق، يصبح «الإشعار الأسود» أداة رئيسية لتحديد الهوية.

تستخدم شرطة دبي هذه الأداة كعمل من أعمال التعاون الدولي. تحديد هوية المتوفى ليس فقط واجبًا إنسانيًا تجاه الأسرة، بل هو أيضًا ضرورة قانونية. هذا الإجراء إنساني ولا يعني بأي شكل من الأشكال أن المتوفى كان مرتبطًا بأي نشاط إجرامي.

الاختلافات الرئيسية لإخطارات الإنتربول

يستخدم نظام الإشعارات في الإنتربول ترميزًا لونيًا لتصنيف الطلبات بسرعة. من المهم جدًا عدم الخلط بينها، لأنها لها أهداف وعواقب قانونية مختلفة تمامًا. الإشعار الأسود بطبيعته يختلف جوهريًا عن معظم الإشعارات الأخرى.

من أجل ضمان الفهم الكامل، دعونا نلقي نظرة على الأنواع الرئيسية للإشعارات التي يتم الخلط بينها في أغلب الأحيان:

إشعار أحمر:

الهدف: طلب تحديد مكان واعتقال الشخص المطلوب للملاحقة القضائية أو تنفيذ الحكم.

الطبيعة: تنفيذية، عقابية. هذا هو الأداة الأقرب إلى أمر دولي بالاعتقال.

الهدف: مجرم مطلوب (متهم أو مدان).

إشعار أصفر:

الهدف: المساعدة في البحث عن المفقودين (غالبًا القُصَّر) أو تحديد هوية الأشخاص الذين لا يستطيعون تحديد هويتهم (على سبيل المثال، بسبب فقدان الذاكرة).

الطبيعة: إنسانية.

موضوع: مفقود (شخص حي) أو شخص حي غير قادر على ذكر اسمه.

إشعار أزرق:

الهدف: جمع معلومات إضافية عن الشخصية أو الموقع أو نشاط الشخص فيما يتعلق بالتحقيق الجنائي.

الطبيعة: تحقيقية. هذا ليس أمر اعتقال، بل طلب بيانات.

الهدف: شخص ذو أهمية للتحقيق (شاهد، مشتبه به).

إشعار أسود:

الهدف: طلب معلومات لتحديد هوية جثة مجهولة.

الطبيعة: إنسانية، قضائية-طبية.

الجسم: شخص متوفى.

وبالتالي، فإن «الإشعار الأسود» يقف منفردًا. فهو لا يبحث عن مجرم ولا عن شخص حي. مهمته هي إغلاق فصل مأساوي باستخدام التعاون الدولي بين الأطباء الشرعيين وخبراء الجريمة.

هل تحتاج إلى مساعدة مهنية في مسائل الإنتربول؟

على الرغم من أن «الإخطارات السوداء» هي إجراء إنساني وقضائي بحت، إلا أن نظام الإنتربول بشكل عام معقد للغاية وله عواقب قانونية خطيرة، خاصة في مركز قانوني دولي مثل دبي.

إذا كنتم أنتم أو أقاربكم قد واجهتم مشكلة متعلقة بالإنتربول، فمن المهم للغاية فهم أن الأمر يتعلق بتقاطع القانون الدولي وتشريعات الإمارات العربية المتحدة. الأخطاء في هذه العملية قد تؤدي إلى عواقب كارثية.

متى تحتاج إلى مساعدة محامٍ في دبي؟

  • الطعن في الإشعار الأحمر (Red Notice): هذا هو تخصصنا الرئيسي. إذا تم إصدار “إشعار أحمر” ضدك بشكل غير قانوني (على سبيل المثال، بسبب نزاع مدني متخفٍ كقضية جنائية، أو بدوافع سياسية)، فإنك تواجه خطر الاعتقال في مطار دبي والخضوع لإجراءات التسليم. نحن متخصصون في تقديم طلبات إلى لجنة مراقبة ملفات الإنتربول (CCF) لإلغاء مثل هذه الإشعارات.
  • إجراءات التسليم: إذا تم احتجازك في الإمارات العربية المتحدة بناءً على طلب الإنتربول، فستحتاج فوراً إلى محامٍ ملم بموجب القوانين المحلية للتسليم والاتفاقيات الدولية لتمثيل مصالحك في محاكم دبي
  • حالات الاختفاء المعقدة: إذا كان قريبك مفقودًا وهناك أسباب للاعتقاد بأنه قد يكون في الإمارات العربية المتحدة، يمكننا أن نمثلكم بالتعامل مع شرطة دبي، وقنصليتكم، وتتبع الطلبات ذات الصلة (بما في ذلك الإشعارات “الصفراء” أو، في أسوأ الحالات، “السوداء
  • تجميد الأصول: غالبًا ما تكون طلبات الإنتربول مصحوبة بإجراءات لتجميد الحسابات المصرفية في الإمارات العربية المتحدة. نحن نساعد في الطعن على هذه الإجراءات

فريقنا من المحامين في دبي يمتلك خبرة طويلة في التعامل مع القضايا المتعلقة بـ. نحن نفهم كلًا من الإجراءات الداخلية للمنظمة وخصوصية تطبيق القانون في الإمارات العربية المتحدة.

لا تنتظروا حتى تصبح الحالة حرجة. إذا كان لديكم أسباب للاعتقاد بأنكم أو عملكم قد تكونون موضع اهتمام الإنتربول، أو إذا واجهتم احتجازًا في دبي، تواصلوا معنا للحصول على استشارة عاجلة وسرية. سنحمي حقوقكم ونضع استراتيجية لحل مشكلتكم.

ما هو الغرض من الإشعار الأسود للإنتربول في دبي؟

الإشعار الأسود للإنتربول هو أداة دولية تستخدمها قوات الشرطة، بما في ذلك شرطة دبي، للبحث عن معلومات حول الجثث غير المعروفة الهوية. وهو ليس إشعارًا جنائيًا بل إنسانيًا وجنائيًا. عندما يتم العثور على شخص متوفى مجهول الهوية في الإمارات العربية المتحدة، ولا تستطيع قواعد البيانات الوطنية تحديد هويته (على سبيل المثال، إذا كان الشخص سائحًا أو غير مسجل)، يتم إصدار إشعار أسود. ويتم توزيع تفاصيل مثل الحمض النووي وبصمات الأصابع وأنماط الأسنان على مستوى العالم، مما يساعد على ربط الشخص بتقارير المفقودين من دول أخرى ويسمح للعائلات بإغلاق القضية.

لماذا تستخدم سلطات دبي إشعاراً أسود من الإنتربول؟

دبي هي مفترق طرق دولي رئيسي يستقبل ملايين الزوار. تستخدم السلطات في الإمارات العربية المتحدة، مثل شرطة دبي، إشعار الإنتربول الأسود عندما يتم استنفاد جميع الطرق المحلية والوطنية لتحديد هوية الشخص المتوفى. هذا الإشعار ضروري في الحالات التي يُفترض فيها أن الشخص أجنبي. من خلال تبادل البيانات الجنائية مع 196 دولة عضو، تبرهن السلطات الإماراتية على التزامها بالتعاون الدولي والواجب الإنساني، وتضمن بذل كل جهد ممكن لتحديد هوية الشخص والتحقيق في ظروف وفاته وإبلاغ أقرب أقربائه.

Tarek Muhammad
شريك مشارك
بخبرة تزيد عن 15 عامًا، يعمل طارق محمد كمستشار قانوني أول متخصص في القانون الجنائي، والقانون الدولي، وتسليم المجرمين، والامتثال، وأنظمة العقوبات. تشمل ممارسته توجيه الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية والشركات خلال القضايا العالمية المعقدة، ووضع استراتيجيات للمخاطر القانونية، والدفاع عن العملاء في النزاعات الدولية. يهدف إلى تقديم حلول قانونية دقيقة ومبدئية في بيئات جيوسياسية حساسة، مع توفر الخدمات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

    Planet
    Planet